نهوض مصر..

المرء ليس محاسبا على ما يقول فقط ، بل هو محاسب على ما لم يقله إذا كان لابد من أن يقوله !







23.12.10

ازمة منطقة اليورو .. وتصاعد وتيرة الغضب الشعبي

التظاهر السلمي هو حق تكفله دساتير جميع الدول لمواطنيها وهي اصدق وسيلة للشارع للتعبير عن اعتراضه او رفضه للسياسات الحكومية . ويتميز في ذلك عن استطلاعات الراي و التي لا تعبر عن نبض الشارع بدقة بل وغالبا ماتكون خادعة او مضللة لاسباب كثيرة..وليس بالضرورة ان ترضخ الحكومات للمطالب الشعبية بسبب حدة التظاهرات ولكنها تمثل جرس انذار للحكومة بان موعدنا صناديق الانتخابات القادمة
والتظاهر له صور ووسائل متعددة يمكن تبسيطها وايجازها كالتالي نتدرج فيها حسب درجة الحشد والسخط مع التاكيد علي اهمية الاسلوب السلمي القانوني ودون اتلاف او تخريب للممتلكات العامة او الخاصة وبلا عنف متعمد تجاه احد

ا - الوقفات : التجمع امام مؤسسة ما او في سلسة بشرية طويلة
ب - الاعتصامات : التعسكر بميدان ما او باحد المقرات المعنية لايام
ج - المسيرات : اغلبها صامت وتعبر عن الحزن وتستخدم فيها الشموع او الملابس السوداء
د - الاضرابات : بمعني الامتناع عن العمل للاعتراض او للمطالبة بحقوق معينة وفي الغالب تنظمها النقابات
ه - المظاهرات : وهي الاحتشاد الشعبي لاكبر عدد ممكن وبشكل صاخب لرفض سياسات ما
و - العصيان المدني : وهو الشلل التام للحياة العامة وهو ذروة الرفض الشعبي
ز - الثورات : وهي الخروج الشعبي للشارع والمواجهة الكاملة لتغيير نظام الحكم بالكامل

والظاهرة الحالية في منطقة اليورو هي اضرابات ومظاهرات صاخبة تخرج فيها الناس وبكثافة عندما تمس السياسات الحكومية حياتهم ومستقبلهم بشكل مباشر وفي الغالب لايخرجون وبهذه الكثافة لسبب نخبوي كتغيير مواد الدستور مثلا !
هذا بالاضافة لدقة التنظيم ونجاعة وسائل الحشد التي تقوم بها النقابات العمالية واتحادات الطلاب وهما عصب المظاهرات الناجحة وفي العامين الاخيرين اصبحت المظاهرات شبه يومية بكل دول الاتحاد الاوروبي

ففي اليونان : مثلا خرجت المظاهرات تندد بفشل السياسات الحكومية وترفض حالة التقشف و التي علي البسطاء وحدهم ان يدفعوا فاتورتها
وفي فرنسا : خرج الملايين ولايام عدة اعتراضا علي مشروع قانون - تم تمريرة فيما بعد - ويقضي برفع سن التقاعد عامين من ستين عاما الي اثنين وستين بغرض زيادة حصيلة التامينات والمعاشات ولكنها سترفع نسبة البطالة بين الشباب
وفي انجلترا وايطاليا والمانيا وايرلندا : خرج الطلاب ضد الاستقطاعات المخصصة لهم بالموازنة وضغط الانفاق علي التعليم وبالتالي رفع جزء من الدعم مما يؤدي لزيادة المصروفات الدراسية ووضع البحث العلمي في مازق يهدد مستقبل العباد والبلاد

فهل هناك فعلا ازمة اقتصادية ؟ وماهي اسبابها ؟
بالفعل هناك ازمة اقتصادية لا يمكن ان ننكرها وان كنت اعتقد انها مبالغ فيها بعض الشئ وسنصل لهذه النتيجة بعدما نوجز سريعا بعضا من ملامحها

اولا : بدات الازمة كتبعات للازمة العقارية الامريكية والتي انتشرت انتشار النار في الهشيم لتشمل كافة المؤسسات المالية الدولية والوطنية والتي علي اثرها احجمت تلك المؤسسات علي تمويل واقراض المشروعات العامة والخاصة خوفا او تفاديا للخطا مما اثر بالسلب علي حركة السوق واصابه بالكساد فتوقف الاستثمار

ثانيا : ارتفاع الدين العام بدول منطقة اليورو حيث قامت الحكومات بالاقتراض من المؤسسات المالية بالمليارات لتمويل المشروعات العامة ولكن تم اهدار جزء كبير بسبب الفساد والبيروقراطية وهاهو الدين يتضخم والدول تعجز عن السداد حتي اصبح العديد منها علي حافة الافلاس كاليونان وايرلندا والبرتغال واسبانيا وايطاليا مما استدعي التدخل السريع للاتحاد الاوروبي لتقديم المساعدات وبشروط قاسية جدا تجبر هذة الدول علي اقرار سياسات تقشفية تؤثر بشكل اساسي ومباشر علي محدودي الدخل

ثالثا : في العقد الاخير ازداد وبشكل ملحوظ نقل كثير من المشروعات الكبري والمصانع كثيفة العمالة للخارج للعالم الثالث وبنفس التكنولوجيا وذلك للاستفادة من تدني التكاليف الاجمالية للانتاج وكذلك للاستفادة من المزايا الضريبية الممنوحة لهم كمستثمرين اجانب بتلك البلاد ومن هنا لم يعد هناك حاجة للمصانع الام الاصلية ولا للعمالة الاوروبية المكلفة جدا والمدللة !! وكذلك للهروب من ضغوط النقابات العمالية المتشددة بخصوص مستوي الاجور وظروف العمل
حتي ان الرجل رقم واحد بشركة فيات "ماركيوني " اعلن ان فروع الشركة بايطاليا تعرقل ربحية الشركة العالمية بسبب ارتفاع تكلفة الانتاج وخاصة بند العمالة

وهكذا وبحجة هذه الازمة قامت اغلب الحكومات المتعاونة والمؤيدة لرجال الاعمال بتمرير العديد من التشريعات والقوانين التي استطاع من خلالها القطاع الخاص التحايل والضغط علي العمال للتخلي عن مكتسباتهم التي حاربوا وحارب اجدادهم سنوات طويلة من اجلها حتي ان العديد من الشركات بدات في تحويل الكثير من اقسامها لشركات توظيف منفصلة عنها دون ان تتحمل مسؤلية التعيين المباشر للعمال او تقوم بتحويل جزء من عمالتها الثابتة وتغيير عقودها للعمل تحت ادارة شركات التوظيف هذه بعقود مؤقتة وبشروط مجحفة وهكذا يظل العامل مهددا ان لم يعطي اكثر ويتنازل اكثر

والخلاصة : ان الحكومات و رجال الاعمال بمنطقة اليورو الراسمالية يتجهون الان للاحتفاظ فقط بالمؤسسات النقدية والمالية والمقرات الرئسية للشركات باوروبا والتي تستلزم فقط عمالة مؤهلة ومنتقاة وباعداد قليلة وتجنب مشروعات العمالة الكثيفة وذلك علي شاكله النمط السويسري وقد فطن محدودو الدخل لذلك وهاهم يهبون متظاهرين وبشكل شبه يومي للدفاع عن حقوقهم ومستقبل اولادهم ..وعلينا الان استخلاص العديد من الدروس المستفادة

5.11.10

العرب وسكان البلاد الاصليين

انا بطبعي قليل الكتابة وغالبا لا اكتب الا عندما يستفزني موضوع ما ومؤخرا استفزني بعض المقالات التي يدعي كتابها الليبرالية وقد تعمدوا الهجوم وبقسوة علي كل ثوابت المجتمع الثقافية عند مقارنه ظروفنا الحالية بالغرب المنتصر ! ولاحظت استخدام مصطلحين خطيريين اولهما الاستعمار العربي البدوي والذي دام 14 قرنا والمصطلح الثاني هو الاضطهاد لسكان البلاد الاصليين من قبل المستعمريين العرب !! فهل كان الفتح الاسلامي استعمارا بالمعني الذي نعرفه حيث جثم علي صدور سكان البلاد الاصليين فبخسهم حقوقهم وعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية ؟ ام انه جهل ببعض الحقائق او انه ربما تغاضي متعمد عنها ؟

فالشرق قد تم احتلاله من قبل الغرب الاغريقي والروماني والبيزنطي لمدة عشرة قرون من قبل الاسكندر الاكبر وحتي بعد هرقل وقاموا بنهب الشرق اقتصاديا وقهره سياسيا واضطهاده دينيا وفي اوائل القرن السابع الميلادي ولد الاسلام بمكه وظل بها 13 عاما يعذب ويضطهد كل من يغير عقيدته ويدخل الاسلام بل وتسلب امواله وممتلكاته حتي اجبر الجميع علي الفرار للمدينة وكحق طبيعي واصيل لكل البشر بالدفاع عن ارواحهم وحريتهم واسترداد حقوقهم وممتلكاتهم المسلوبة بالقوة نشبت في عهد النبوة عدة معارك بين الجانبين وحتي تم فتح كل شبه الجزيرة العربية كلهاوذكر ابن عبد البر في كتابه "الدرر في اختصار المغازي والسير "ان عدد الضحايا في كل هذه المعارك هو 386 من كلا الجانبين 183منهم مسلمين ومن الاخرين 203 ولو كانوا قد تركوا الناس تختار عقيدتها وبحرية ما قامت معركة واحدة -هذا مع العلم ان ضحايا الحروب الدينية بوسط اوروبا بلغ عشرة ملايين في فترة امتدت نحو قرنين من الزمان - حسب احصاء فولتير

بعدها خرج المسلمون للتصدي لمكائد الامبراطوريتين الرومانية والفارسية علي الحدود ولمساعدة اخوانهم خارج شبه الجزيرة في استرداد حقوقهم وحريتهم ومن اجل بسط العدل والحرية في هذه البقعة من العالم وليس كما ادعي البعض لنشر الاسلام بالسيف فقط فالمسلمون فتحوا في 80 عاما اوسع مما فتح الرومان في 8 قرون لانه لم تحدث معارك بينهم وبين سكان البلاد الاصليين بل علي العكس حاربوا معا جنبا الي جنب وهم علي ديانتهم القديمة وبعد النصر لم يجبروا احدا علي اعتناق الاسلام بل حرروهم وتركوا لهم حرية الاختيار بدليل ان الذين دخلوا الاسلام من اهل مصر والشام وايران بعد قرن كامل من الفتح لم يزيدوا عن عشرين في المئة من عدد السكان اي ان المسلمين تزايدوا في هذه البلاد ببطئ شديد وتدريجيا وكان السكان الاصليين يتحولون طواعية للدين الجديد ولنا هنا ان نذكر بعهد عمر بن الخطاب لاهل مدينة القدس عام 635م حيث منح اهلها الامان علي انفسهم وكنائسهم ولا يكرهون في دينهم ولم يفعل بهم كما فعل الصليبيون بعد ذلك عندما غزو القدس عام 1099 فذبحوا كل من وقع في ايديهم من المسلمين حتي الشيوخ والنساء والاطفال واجمالي عدد الضحايا كما ذكر مؤرخوهم سبعين الف مسلم في 7 ايام

وبدا الناس من مشارق الارض ومغاربها يدخلون الاسلام دون حروب او فتوحات بدليل ان اندونسيا اكبر بلد اسلامي في العالم الان وبها 200 مليون مسلم دخلوا جميعا الاسلام دون ان يصلهم مسلم واحد شاهرا سيفه

فالمسلمين خرجوا من شبه الجزيرة العربية فحرروا الشعوب وتركوا لهم ان يحافظوا علي عاداتهم ولم يعملوا يوما علي محو شخصيتهم بل نقلوا عنهم الكثير واندمجوا معهم ولم يستاثروا بشئ دونهم بل تركوا لهم تسيير شئون بلادهم واستثمار مواردهم ويذكر مؤرخوهم ان عمرو بن العاص استعان في تنظيم حكم مصر بنخبة الاقباط وقسم البلاد الي اقسام يراس كل منها حاكم قبطي يدير شئون الجميع ولما احتل الرومان الاسكندرية عام 646 م في عهد عثمان ان طلب الاقباط منه اعادة عمرو بن العاص لقيادة الجيش لمحاربة الغزاة الرومان المسيحيين فعاد واستخلص معهم الاسكندرية من ايديهم ثانية ثم رحل من جديد

لقد قام العرب برفع شان العلم والعلماء مسلمين وغير مسلمين من السكان الاصليين واصبح منهم الوزير والمستشار والقائم علي خزائن اموال المسلمين وتحرك الجميع داخل منظومة انسانية عبقرية فغمروا الدنيا نورا وعلما وفنا ومازالت الاندلس شاهدة ! وذاعت شهرة علماء البلاد الجديدة من غير العرب حتي ان مؤلفي اقدس كتابين في الاسلام وحتي اليوم بعد القران الكريم هما مسلم والبخاري وهما من اسيا الوسطي والامثلة كثيرة ونحن في غني عن ذكرها حيث يعرفها الداني والقاصي

لقد كان المستعمرون السابقون واللاحقون قد حاربوا السكان الاصليين واضطهدوهم وسرقوا خيراتهم ونقلوا كنوزهم الي عاصمتهم حتي صارت اغني واقوي المدن بالامبراطورية وهو ما لم يحدث بعد الفتوحات فلقد انتقلت عاصمة الخلافة من المدينة الي العراق والشام ومصر وحتي اخر عاصمة وكانت في تركيا وظلت المدينة ومنطقة الحجاز العربية افقر بقعة بالعالم الاسلامي حتي حدثت طفرة البترول عام 1973

4.10.10

واخيرا : البرادعي .. ما له .. وماعلينا

ان يخرج رجل من تحت عباءة النظام وبهذا القدر وينقلب عليه تلك ظاهرة جديدة علي حياتنا السياسية تحتاج منا بعض التحليل فالرجل عاد الينا كاي مواطن وطني والقي بحجر كبير فحرك الماء الراكد ووضع بين ايدينا خطة عمل لتغيير الوضع السياسي تلخصت في سبع مطالب لاغني عنها لاحداث تغيير ديموقراطي حقيقي بشرط ان نشارك جميعا فيها..ونخطأ لو حملنا الرجل اكثر من هذا ولا مانع ان نحلم معه او نشاركه الضغط علي النظام و لذلك وجب علينا اولا الترحيب بدعوته ودعوة اي مصري يعطينا حلولا عملية لمعضلاتنا او اي افكار في هذا الشأن
ومن الخطأ الجسيم ان نخون اونهاجم اونتهكم او نسخر من احد دون ان نحرك ساكنا او نطرح البديل العملي .. فمشكلتنا في تقصيير وتخاذل النخب التي ترفض كل جديد وتهاجمه

وكالعادة لم يتحمس العامة للرجل .. وهربت الي الخلف اغلب القوي المؤيدة له واضاعت الفرصة بعمل فعل مشترك جاد ولو مرة .. بل وانسلت واحدة تلو الاخري وقررت المشاركة في تجميل صورة النظام فيما يسمي بالانتخابات البرلمانية ونصب اعينهم جميعا مصالحهم الحزبية فقط وكانت صدمتي الاكبر في الاخوان بعد قرارهم بالمشاركة حيث كان عليهم ان يكونوا اول المقاطعين - بعد تجاربهم الهزيلة السابقة واخرها دورة ال88 مقعد دون انجازات واضحة - فهم ليسوا بحاجة لشعبية اواثبات وجود كما ان النظام لن يعترف بهم يوما ما..فالمقاطعة كانت هي الاختيار الامثل لانه بالمشاركة لن يستفيد احدا شيئا سوي النظام الذي سيحفظ ماء وجهه امام المجتمع الدولي ولنتخيل اثر صيغة هذا الخبر الذي كان ستتناقله كل وكالات الانباء بعد الانتخابات ؛(اجريت اليوم الانتخابات البرلمانية المصرية وقد قاطعتها كل قوي المعارضة وعزف المواطنين عنها حيث كانت نسبة الاقبال علي صناديق الاقتراع شبه منعدمة ولم ينافس فيها الحزب الوطني الحاكم الا نفسه)؛

ومع ذلك تظل هناك مشكلة ما في طرح البرادعي وهي غياب الملامح الواضحة للخطة "ب" ..او بمعني اخر وماذا بعد التوقبعات ولو كانت بالملايين؟! وماذا لو لم يستجب النظام للمطالب السبعة او ينسحب بعد الضغوط الداخلية والخارجية عليه وبعد ان تم التشكيك في شرعيته؟!.. اذكر في رد البرادعي علي هذا المشكل انه اكد علي اننا سنضطر للنزول للشارع وبقوة للمرة الاولي والاخيرة من اجل تحقيق مطالبنا وسنستمر حتي لو وصلنا الي العصيان المدني

وفي راي ليس ذلك بالامر الهين في مجتمع كمجتمعنا يفتقد لاليات ووسائل وثقافة الحشد والتظاهر وعليه فسوف يصطدم بصعوبة تغيير قناعات الناس الراسخة بعدم جدوي اي تحرك اعتراضي !! فيبدو ان مصر حالة خاصة -كما كانت دوما- وكما ادعي البعض ان الشعب المصري لم يختار حكامه ابدا ولو مرة واحدة طوال تاريخه من اول الفراعنة الالهة مرورا بالحكام الاجانب ونهاية بالعسكريين المصريين

ولكني لا اعتقد ان ذلك مرض مزمن نتوارثه عبر الاجيال بل قد حان وقت تحقيق الامال وقد يكون صعبا ان نسلك الطريق المنطقي لتحقيق الديموقراطية والنهضة والذي يبدا بالاصلاح السياسي من اعلي ثم ياتي بعده وبناء عليه الاصلاح الاقتصادي فالاجتماعي ولكن علينا في مرحلتنا الحالية والتي نحتاج فيها لنشر ثقافة التظاهر والاعتراض وكسب مزيد من ثقة الناس في الامل بالمستقبل وحتمية التغيير

وهذا لن يتاتي الا بالنزول بسقف مطالبنا والتخلي مرحليا عن فكرة التغيير السياسي السريع بل علينا البدء بوضع حزمة من المطالب تمس قضايا ومشكلات يومية حياتية ونحس بها علي جلدتنا وتهم بالدرجة الاولي الطبقة الوسطي والتي تنشد التغيير وتعي اهميته ولكن ينقصها الحافز والقدوة وبذلك ينكسر حاجز الخوف و نتدرج ونتدرب معا علي النزول للشارع من اجل اشياء يفهمها الناس العاديين ويشعرون باهميتها لهم ويمكنهم التضحية من اجلها وانهم من اليوم لن يستسلموا للقرارات الظالمة لهم ولمستقبل اولادهم .. وتدريجيا ومع ازدياد الاعداد نرفع سقف مطالبنا حتي نصل لليوم الذي نتظاهر فيه وبالملايين لسحب الثقة من الحكومة..اعلم ان ذلك يحتاج وقتا اطول .. ولكن ان يصل ذلك اليوم متاخرا افضل من الا يصل مطلقا

13.9.10

مصر التي لم أعد أعرفها

جئت في زيارة لمصر في شهر رمضان 2010 ، زرت خلالها أربع محافظات وهي القاهرة والإسكندرية والدقهلية ودمياط ، وذلك بعد غياب دام أربع سنوات، ومن أول وهلة، أحسست بشيء من الغربة، وبتغير واضح في سلوكيات ووجوه الناس، ولم يكن للأفضل للأسف، وكأن الناس ليسو هم الناس،  فيبدو أن السنوات القليلة الماضية قد غيرت المصريين وتركت آثارها السلبية عليهم؛ وهو ما أزعجني أكثر من الزحام والضوضاء والتلوث للماء والهواء وانقطاع الكهرباء

وهو ما ذكرني على الفور بما كتبه فهمي هويدي، ونوارة نجم، وعمر طاهر، وجلال أمين، عن المصريين الجدد والطافرين والمسلمين الجدد وماذا حدث للمصريين . وبالتاكيد ما يحدث يتم من فترة طويلة، وتدريجيا ولكن يبدو أن وتيرته تسارعت مؤخرا وبشكل مخيف؛ ولذلك تلحظه العين الجديدة أكثر من غيرها

فها هي الآثار السلبية لسياسات حكومة احمد نظيف 2004 ، والتي أُجبرت على تنفيذ أوامر صندوق النقد والبنك الدوليين، والإدارة الأمريكية؛ مما أبعدها عن الشعب وشعرت بالغربة معه، ووجد النظام ضالته في التزاوج مع أصحاب المال والأعمال؛ فتعاظم الفساد وتم نهب الثروة وتقلص الدعم على السلع والخدمات والتعليم !!! وتم طرد العمال وازداد معدل البطالة بعد الخصخصة غير الشفافة، وازداد التضخم؛ فتضاعفت الأسعار مرات عدة حتى اقتربت من مثيلاتها بالدول الغنية، وفي ازدياد دائم ومتسارع مما ترك أسوأ الآثار السلبية على الأحوال المعيشية للغالبية العظمى للمصريين، وبالتأكيد الأحوال الاجتماعية؛ فانهارت الطبقة الوسطى، ووصل أغلبها للفقر المدقع مما أرعب الجميع وجعل الأمل في المستقبل معدوم، والأمل الوحيد للفرد ألا يفقد ما تبقى له من كرامة إنسانية وألا تتدهور الأمور للأسوأ، وهو الاحتمال الأكبر للأسف، وهذا الرعب قد ظهر جليا على السلوكيات الفردية؛ فحدث تراجع رهيب في القيم الاجتماعية السليمة وانفصال عن الواقع تمثل في بعض الصور التي لاحظتها 

أولا: ازدياد التدين الشكلي الهستيري، والتستطيح المخل للأسس والقواعد، والتضييع الخطير لجوهر الدين، ووضع العبادة فوق العمل، والدين فوق العلم؛ فتسرب إلينا أغرب ما في الفكر الوهابي والأصولي؛ فأسرف الرجال في التظاهر بالتقوى، واختبات النساء في النقاب الخليجي؛ وذلك لاقناع النفس والآخرين بأننا قد لا نملك مالا، ولكننا نملك ما هو أفضل وهو التقى والورع

ثانيا: ازدياد الإحباط العام، وتبني أفكار فترة النكسة، والسخرية من كل قضايانا المركزية العربية والإسلامية، ورغبة جامحة لدى الغالبية في بيع كل القضايا والتخلي عن الهوية والهجرة إن أمكن. فبعد زيادة قنوات التجهيل الفضائية، والتخريب المتعمد للتعليم الحكومي، وانعدام الصلة بينه وبين سوق العمل؛ ففقد العلم قيمته في عيون الصغار فعزفوا عنه، واختاروا الجهل والوصولية والفهلوة، فضاع العلم والتربية والثقافة دفعة واحدة، وكان من أهم المظاهر السلبية لذلك ازدياد الهوس الكروي، والتعصب الأعمى لكل ما هو مصري عند أي تنافس، وأتذكر هنا مقال لنيويورك تايمز قالت فيه: إن التاريخ أثبت أن الكرة والخبز فقط بإمكانهما تحريك المصريين

ثالثا: ازدياد الأنانية، وعدم المبالاة بحقوق الآخرين وبحرياتهم الشخصية في اختيار منهاج حياة مختلف أو حتى دين أو مذهب مختلف، والتصرف بكل غطرسة وعنف واحتقار فج لكل الفئات الضعيفة، وخاصة المرأة بالتمييز والتحرش الجسدي واللفظي والبصري واستسهال كل جرائم الشرف وما كنا نخجل منه من قبل

رابعا: اختفاء اللمسة الجمالية والذوق من كل الأشياء والأعمال وتعايش الكثيرين الغريب مع القبح وعدم امتعاضه

خامسا: زيادة الرغبة في الانتحار السياسي الجماعي فلا اهتمام بأهمية أو جدوى أو وسيلة التغيير السياسي المطلوب، أو أي تغيير بل والاستسلام لكل المخططات حتى بقى البعض الاصلاحي المعارض وحيدا يتلقى سخرية العامة وبطش الأمن

لقد أصبحنا جميعا عبئا على مصر، نسير بقوة القصور الذاتي لأسفل لنعود بمصر للظلام بسرعة الضوء
أنا لست متخصصا في علم الاجتماع، ولكنه استقراء شخصى لمشاهداتي ولا أعتقد أنني أضفت كثيرا لما دونه الآخرون عن الحالة، ولكنني هنا أحذر من الوتيرة المتسارعة جدا للأحداث في السنوات الأخيرة، ومن آثارها السلبية على السلوكيات فلقد تركت هذه الزيارة في نفسي حزن وخوف شديدين على مستقبل مصر

20.6.10

!! ما لا نعرفه .. الاسلام ومبادئ الثورة الفرنسية

الاسلام الانساني هو منهاج يمكن ان يمنحنا رؤية حضارية متجددة للحياة,تعطيها الايمان ولاتسلبها العقل او العلم,,تعطيها الاخرة ولا تحرم عليها الدنيا او الجمال,,تصنع حضارة تتصل فيها الارض بالسماء

وفقهاء الاصول قد حددوا مقاصد الشريعة الاسلامية بان تحقيق مصالح الخلق هو المقصد العام ويتمثل في حفظ النفس والنوع والعقل والمال والحرية..ونخطأ لو حصرنا الاسلام فقط في الدين او العقيدة فالاسلام رؤية انسانية وحضارية متكاملة ..وقد ذهب بعض الفقهاء الي تقديم العقل والنفس علي الدين وحجتهم في ذلك انه لامعني للحفاظ علي الدين اذا ما ذهب العقل او قضيت النفس ..والحضارة البشرية الحديثة ترتكز علي القيم التي اقرتها الثورة الفرنسية وهي الحرية والعدل والمساواة واصبحت هي القيم الانسانية المشتركة التي يجتمع عليها الشعوب جميعا الان ..وهي نفسها الاصول التي اقرها الاسلام من قبل 1400 سنة واليكم الادلة

اولا : قيمة الحرية : ستتعجبون من هذه الفتوي الموجودة في صفحة 585 بالمجلد الخامس بالدر المختار لابن عابدين حيث انه اذا تنازع اثنان علي طفل وكان احدهما مسلم والاخر غير مسلم وقال الاول انه عبد له وادعي الثاني انه ابن له فانه يحكم بحريته وبنوته لغير المسلم لانه بذلك ينال حريته حالا اما الاسلام فيمكن ان يناله فيما بعد حين يكبر ويفهم

ثانيا : قيمة العدل : يقول الامام الشعراني انه اذا حل المسلم بديار غير الاسلام فعليه ان يلتزم بقوانينهم لان الله الهمهم بها لترتيب احوالهم وقيام نظام دنياهم برغم ما قد يكون في ذلك من تعارض مع تعاليم الاسلام لانه بغير ذلك تشيع الفوضي ويتهدد استقرار المجتمعات ...ويقول شيخ الاسلام ابن تيميه ان الله يقيم الدولة العادلة وان كانت غير مسلمة ولايقيم الظالمة وان كانت مسلمة وان الدنيا تدوم مع العدل وبغير الاسلام ولاتدوم مع الظلم وباسلام ..فاذا كان علينا ان نختار بين مسلم ظالم وكافر عادل فينبغي ان نقف الي جانب قيمة العدل فالعادل نفعه لنا وكفره يجازي عليه وحده يوم القيامة

ثالثا : قيمة المساواة والمواطنة : انظروا لصحيفة الرسول (ص) بالمدينة في عهد الهجرة وكيف اقرت ان اليهود والنصاري مواطنون مكتملي الحقوق والواجبات كالمسلمين ..فلقد اقر الاسلام ان كرامة الانسان بصرف النظر عن ملته او جنسه هي من حقوق الله واجبة التنفيذ والتقديس وان اختلاف الناس واقع بمشيئة الله لحكمة ارادها"ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة"

ويذكر ان الخليفة المأمون كان يجمع في مجلسةابرز اهل العلم والفن والادب وبغض النظر عن دياناتهم او مذاهبهم ولكن لانهم جميعا مواطنين بالدرجة الاولي وكان يدعوهم الي الحوار والمناظرة وبشرط الا يستشهدوا في حوارتهم بالكتب السماوية تجنبا للحساسيات اوالجدل العقيم ورغبة في حوارات عقلية وعلمية بحتة.. وانتشرت تلك الحلقات حتي قال خلف بن المثني : شهدنا عشرة في البصرة يجتمعون في مجلس لايعرف مثلهم في الدنيا علما ونباهة وهم :الخليل بن احمد (سني) وصالح بن عبدالقدوس (زنديق) والحميري الشاعر(شيعي) وسفيان بن مجاشع (من الخوارج) وبشار بن يرد (شعوبي) وحماد عجرد زنديق شعوبي) وابن راس جالوت الشاعر (يهودي) وابن نظير المتكلم (نصراني) وعمر بن المؤيد( مجوسي)وابن سفيان الحراني الشاعر (صائبي ).ويتحاورون في جو من الود لاتكاد تعرف منهم ان بينهم ذلك الاختلاف الشديد في الديانات والمذاهب
ولكنه سلوك حضاري عرفه واقره الاسلام قبل ان تعرفه الثورة الفرنسية بقرون عدة

13.6.10

سر التناقض بين حقوق الانسان وتنامي العنصرية في الديمقراطية الغربية

الديمقراطية الغربية ليست الكمال بعينه ولكنها مازالت افضل اطروحة مطبقة حاليا بالعالم ولعل ابرز ما يعيبها انه ليس بالضرورة ان يتم اختيار الافضل بل غالبا ما يصل لسدة الحكم الاقل سوءا او الاكثر دعائية وبفارق ضئيل عن الاخرين وبتحالفات قسرية مشوهة لانها ببساطة ديموقراطية تسمح لجميع الاتجاهات بتشكيل احزاب سياسية وتتيح لهم المشاركة وحتي للذين يمكن ان نطلق عليهم متطرفين او عنصريين وهذا ما قد يفسر التساؤل القائل كيف يكون بالغرب كل هؤلاء المتطرفين ولكنهم في الغالب لايتحولون لارهابيين يحملون السلاح علي عكسهم بالمجتمعات الشمولية او الدكتاتورية والتي ليس لهم فيها متنفس او وسيلة لطرح ايدولوجيتهم غير المواجهة والعنف مع المجتمع والنظام علي حد سواء

والتساؤل الاخر كيف يمكن لمجتمع ديموقراطي يتبني القيم الانسانية العليا ولديه القوانين التي تكفل حقوق الانسان للجميع ان يسمح للعنصريين ان يكون لهم هذا الوجود المتنامي مؤخرا وفي كل الغرب بلا استثناء وان يحققوا كل هذه الانتصارات الانتخابية في كل المؤسسات الدستورية المحلية بل و التجمعات الاقليمية ايضا كالبرلمان الاوروبي وهنا يجب علينا ان نعدد الحجج التي بني عليها هؤلاء طرحهم الشاذ والذي لاياتي من فراغ

اولا : وكما هو معروف ان مجتمعات العالم الجديد كامريكا او استراليا اكثر تسامحا مع الاخر المختلف لانهم استقبلوا دوما مهاجرين وبكثافة ومن كل الاطياف علي عكس اوروبا التي كانت مصدرة للمهاجرين بسبب الحربين العالميتين ولم تعرف التعايش المشترك مع الاعراق والالوان والديانات الاخري الا قريبا وبالتحديد في الثلاثة عقود الاخيرة ومن هذا المنطلق وصل الحد ببعضهم ان يرددوا ومن خلال بعض دعايتهم اننا اصحاب الارض الاصليين لانريد ان نصبح الهنود الحمر الجدد الذين سيبيدهم المهاجرون الغزاة كما حدث في امريكا

ثانيا : التشدق بالخصوصية الوطنية حيث ان اي شعب اوروبي يشترك في اللون والخلفية الدينية ولهم تاريخ ضارب في القدم وبالتالي هوية وصبغة وطنية مميزة بسببها دارت بينهم حروب دامية حتي وقت قريب وبالتالي لاتقبل الاخر بسهولة حتي الاوروبي نفسه. وبدؤا حملة التمييز بين المواطن الاصيل والمواطن الدخيل مهما طال به الزمن او وصلت درجة اندماجه

ثالثا : وحيث ان العالم اليوم ليس هوعالم ماقبل 11 سبتمبر ومن تبعاته ان المهاجر المختلف والقادم من العالم الاسلامي وبهذه الكثافة الملحوظة يثير الريبة والقلق خصوصا في ظل تدني النمو السكاني الاوروبي بشكل عام ليصل للصفر او ادني منه

رابعا :ان الازمات الاقتصادية العالمية المتلاحقة والتي الحقت ضررا بالغا بهذة المجتمعات مما دعي هؤلاء للبحث عن حلول سريعة اسهلها وبكل سطحية اثارة النعرة الوطنية وبفتح ملف المهاجرين . ذلك جزء من الخلفية التي بني عليها المتطرفون طرحهم وخلصوا الي انه لاحل لهذه المعضلات سوي بوقف تدفق المهاجرين والتضييق علي المقيمين والطرد السريع للمخالفين

ويوما بعد يوم استطاعوا كسب ارضيه في الشارع وظهر ذلك جليا من خلال صناديق الاقتراع لان الغرب في النهاية مجتمع انساني كالمجتمعات الاخري يعاني ايضا من النفاق والاعوجاج السياسي وليس هو المجتمع المثالي كما قد يعتقد البعض وان كان ومازال المجتمع الافضل نسبيا . كذلك يجب علي ان اؤكد علي ان الفئات التي تؤيد هذا الطرح العنصري الفج مازالت ضئيلة التاثير وماتمخض عن هذا التنامي المطرد سوي بعض القوانين الهامشية كقوانين النقاب والماذن!! ومازالت الاحزاب الديموقراطية المسيحية واحزاب اليسار الكلاسيكية تمثل الهوية السياسية للغالبية العظمي

وكذلك من المهم بمكان ان نؤكد علي ان الجالية الاسلامية يقع علي عاتقها الكثير في تحسين صورتها بنبذ التعصب والعصبية ومن خلال الاندماج الايجابي دون انصهار وبالانتماء للوطن الجديد دون انخلاع من الجذور وبالمحافظةعلي مد الجسور مع الوطن الام ومشاركته وبفاعلية في تحقيق النهضة والديموقراطية الغائبتين هناك

9.4.10

فلسفة التظاهر بين النجاح الافتراضي والسقوط في الشارع

لنتحدث بصراحة لقد اثبتت تجربتنا في مصر من عام2004 وحتي الان ان كل تحركاتنا من تظاهر او اضراب او اعتصام من اجل التغيير والديموقراطية قد باءت جميعا بالنجاح النسبي ولا اقول الفشل لانه لم ينزل للشارع الاالمنظمون ومعهم عشرات معدودة من الشجعان حصدهم الامن وسحلهم او حاصرهم سريعا واختطفهم واهانهم انسانيا

وفي راي ان المظاهرات لن تجدي نفعا ان لم تكن ضخمة ولا اقول مليونية وفي اكثر من مدينة وفي يوم عطلة رسمية وياحبذا لو كانت بعد صلاة الجمعة مثلا ليسهل الحشد والجمع. ولكن للاسف ان غالبيتنا يظل يتفرج فمنا من ينتظر ان يقوموا له بالتغيير مجانا ومنا من لايعلم عن الحدث شيئا ولايريد ان يعلم شيئا لانه اصيب بالسكتة الدماغية ومنا من يهاجم الجميع ولايطرح لنا بديلا ولو تافها ومنا من يقبع خلف حاسوبه واكتفي به ولسان حاله يقول اذهبوا انتم وربكم فقاتلوا انا هنا من المنتظرين !!!

فالاضرابات ان لم تسبب شللا مؤثرا وان لم تعطل الحياة العامة والاقتصادىة وبشرط ان يكون لها سقف زمني محدد لتنفيذ المطالب وبلغة تهديدية في الاستمرار سيصبح من الصعب جني اي ثمار...والسؤال الان لماذا يحجم العامة عن المشاركة والنزول للشارع ؟ ولماذا دائما ما كانت النتائج اقل من المتوقع بل مخيبة للامال رغم قناعة الجميع بسمو الهدف وحتمية التغيير

اذن المشكلة تكمن في الية التنظيم ونجاعة وسائل الحشد مما يستدعي البحث عن حلول مبتكرة تثير اهتمام العامة وتحفزهم واعتقادي انها يجب ان تكون وسيلة تليفزيونية لما تمثله القنوات الفضائية فى مجتمعاتنا من تاثير جبار ..و لنكن واقعيين للاسف مصر بوضعها الحالي لن يكفي لتغيرها مظاهرة كبري او اضراب مؤثر فقط وان كنت اؤكد علي اننا لانملك حاليا اي بديل اخر ولابد من الاستمرار وبهذه النتائج المتواضعة فربما يرحمنا الرحمن

الي ان نصل لليوم الذى نري فيه عصيان مدني شامل ولعدة ايام يشارك فيه الجميع عامه ونخبة سواء يساريين اويمينين اوليبرالين تحت راية واحدة وهي الحصول علي الديموقراطية اولا وبعدها سيصبح اختلافنا الايدولوجي ذو معني داخل هذة الديموقراطية وليحافظ كل منا علي نقاء نوعه وصحيح فكره.. فتيار واحد منفردا لن يحقق اي تغير يذكر..وخلاصة القول بدون هذه الوحدة النخبوية وبمشاركة ملايين الناس والنزول للشارع وبكثافة ودون عنف او اتلاف للممتلكات العامة او الخاصة لن نحقق الهدف .. فلاحرية كبري بلا تضحيات كبري.. وكفانا خداعا لانفسنا وللاخرين ...

3.4.10

ازمة اليسار الايطالي

حقىقة بدا اليسار يفقد الكثير من مصداقيته وبالتالي ارضيته وكثير من مناطق نفوذه مما افسح المجال لتنامي نفوذ اليميين وباطيافه هذا هو السبب الرئيسي للازمة وان كان الامر بحاجة للتفصييل فاليسار فقد مصداقيته امام الناس لانه فشل في تقديم وجوه جديدة منافسه وتم تلطيخ كثيرمن وجوهه بالفساد والفضائح مثل التي قضت علي حاكم مقاطعة لاتسو"ماراتسو" وخسرها اليسار مؤخرا.كما فشل اليسار في تقديم حلول جديدة مبتكرة. فالناس تريد حلولا اقتصادىة لازماتها الحالية الصعبة وليس ايدولوجيات فقط

فالزمن قد تغيير وبالتالي وجب تغيير الادوات وتبني قيم اليسارالانسانية الجميلة وطرحها بشكل جديد..والادهي ان اليساريين الجدد لم يفقدوا بريقهم فقط بل تفتتوا لاحزاب صغيرة متناحرة لاتتفق وان اتفقوا فانهم يشكلون حكومات هشة عمرها قصير تسقط عند اول اقتراع بالثقة كما حدث مرات كثيرة مؤخرا

هذا التشرذم نتج عنه عدة انواع من اليسار منه من لايختلف عن اليميين في شئ ومنه متكبر متفلسف ومتقوقع ومنه من تطرف و شكل حركات تشبه "الالوىة الحمراء" التي حملت السلاح يوما ما..فنحن امام يسار لم يتفتت فقط لاحزاب عدة بل لحركات ايضا مثل "لا للعولمة" و "خمس نجوم"..الخ لايمكن لاي منهم ان يحكم وحده

ولنا هنا ان نذكر ان "برليسكوني" ماكان له ان يحكم ولو مرة واحدة لو ان حزب "اعادة التاسيس الشيوعي" الصغير بقيادة الحبر اليساري الاعظم "بيرتينوتي" الذي قرر ان يخوض الانتخابات منفردا وعدم المشاركة في ائتلاف اليسار لانه يزعم ان لهم ايدولوجيتهم النقية المختلفة عن كل اليسار..وىالفعل يكاد يكون الان حزب في غرفة الانعاش ..فاليسار الذي كان يعتمد علي طبقة العمال ونقاباتهم التي كانت قوية يوما ما و كذلك الطلاب والمثقفيين وهي فئات كفر كثير منهم باليسار والكنيسة معا !! وتخلي غالبيتهم عن المشاركة السياسية والتصويت و هو ماظهر جليا في الانتخابات الاخيرة

اما اليمين فقد استفاد من هذا التهاوي لليسار وخاطب اصحاب المشروعات ووعدهم بالجنة ومميزاتها الضريبية وتركهم يفترسون العمال بحجة الازمة الاقتصادية وخاطب الفقراء ووعدهم بالاعانات الوهمية التي تضخمها ماكيناتهم الاعلامية واخافوا الجميع من الاجانب والارهاب واقنعوهم بجدوي التدخلات العسكرية في مناطق النزاعات لبيع السلاح وحماية مصادر الطاقة..وقد نجحوا وما زالوا
واكبر دليل هي نتائج الانتخابات المحلية الاخيرة في 27 و28 مارس الماضي والتي اكتسحوافيها اليسار وانتزعوا منه حكم المحليات. ولكني مازلت مصمم علي التصويت للخاسر

11.3.10

تدوينة تامر موافي ونقاش نواره نجم

ضرورة ضبط المسميات مثلا: عنصرية.. اضطهاد ديني.. تمييز ضد.. كراهية.. ولادخل هنا للدين او الفلسفة بل اعوجاج في الفهم الجماعي هذا ماكتبته لك بعد قراءة تدوينتك واقصد ان التفرقة علي اساس عنصر اللون اوالعرق تسمي عنصرية كالسود اوالعرب مثلا اما التفرقة بسبب الدين تسمي اضطهاد ديني والتفرقة علي اساس الجنس تسمي تمييزكالتمييزضد المراة او المثليين اماالكراهية اوالعداء فغالبا مايكون لاسباب ثقافية اوجيوسياسية ككراهية الامريكيين او العداء للصهيونية
اعتقد انه لايجب اطلاق لفظ عنصرية علي كل انواع التفرقة والتمييز

الشئ الاخر انني قلت ان الدين و الفلسفة لادخل لهما في ذلك وكنت اقصد الاديان السماوية الثلاث فمثلا آخر دىن و هو الاسلام نبذ التفرقة واقر بانه لافضل لعربي علي عجمي الا بالتقوي اي اصلحنا وانفعنا للبشر

وكذلك الفلسفة وهي نتاج وخلاصة الحكمة والعقل البشري و قد مرت بمراحل وتطورات عديدة وكان الفلاسفة يتاثرون بمجتمعهم وثقافته والسلطة الحاكمة فيه ففلاسفة هتلر ليسوا كفلاسفة الحضارة الاسلامية! وياتي الفيلسوف بعد الاخر يدحض حججه ويفند براهينه بهدف صياغة مجتمع مثالي للجنس البشري. حتي وصلنا لفلسفة اليوم واذا قلنا ان بعض الفلاسفة القدامي قد برر وفلسف للعامة بعض صور التمييز الا ان اليوم لايجرا فيلسوف او مفكرعلي حتي التلميح بذلك..والسؤال الان لماذا يوجد حتي يومنا هذاعنصرية وتمييز واضطهاد؟؟رغم انه لايوجد فلاسفة يشيعون ذلك

اذا المسالة ليست دين او فلسفة بل هو اعوجاج في الفهم الجماعي لمجتمع ما ورغبة في هزىمة الاخر نفسيا واحتوائه كل ذلك وبجهل او تناسي عن حقيقة واصل العنصر البشري الواحد وان التميز الذى يتشدق به فريق بشري علي اخر ليس نتاج ايديهم اليوم وحدهم بل اسهامات بشرية علي مر التاريخ وانهم ابتدوا من حيث انتهي الاخرون

اما مسالة التمييز ضد المراة فكان من قديم الازل ومازال حتي الان فالرجل ومن البداية فرض سيطرتة علي هذا الكائن الضعيف بدنيا من اجل رغباته وراحته وتعويض عجزه امام الرجال المميزين عنه..واستمر علي ذلك بالقوانيين الوضعية والعادات القبلية الظالمه متمثلة في حرمانها من حق التعليم واثبات الذات الي ان وصلنا لليوم وبقيت افكار السيطرة والتمييز راسخة في العقل الرجولي ولكن تخف او تزيد حدتها حسب المجتمع وتحضره وما تقوم به المراة نفسها من الدفاع عن حقوقها والحصول علي مساواتها بالرجل...ومع ذلك و للاسف ستستمر هذه الظواهر مادمنا لانقاومها بشدة وطالما مازال يمشي علي الارض جهلاء!!!!