الديمقراطية الغربية ليست الكمال بعينه ولكنها مازالت افضل اطروحة مطبقة حاليا بالعالم ولعل ابرز ما يعيبها انه ليس بالضرورة ان يتم اختيار الافضل بل غالبا ما يصل لسدة الحكم الاقل سوءا او الاكثر دعائية وبفارق ضئيل عن الاخرين وبتحالفات قسرية مشوهة لانها ببساطة ديموقراطية تسمح لجميع الاتجاهات بتشكيل احزاب سياسية وتتيح لهم المشاركة وحتي للذين يمكن ان نطلق عليهم متطرفين او عنصريين وهذا ما قد يفسر التساؤل القائل كيف يكون بالغرب كل هؤلاء المتطرفين ولكنهم في الغالب لايتحولون لارهابيين يحملون السلاح علي عكسهم بالمجتمعات الشمولية او الدكتاتورية والتي ليس لهم فيها متنفس او وسيلة لطرح ايدولوجيتهم غير المواجهة والعنف مع المجتمع والنظام علي حد سواء
والتساؤل الاخر كيف يمكن لمجتمع ديموقراطي يتبني القيم الانسانية العليا ولديه القوانين التي تكفل حقوق الانسان للجميع ان يسمح للعنصريين ان يكون لهم هذا الوجود المتنامي مؤخرا وفي كل الغرب بلا استثناء وان يحققوا كل هذه الانتصارات الانتخابية في كل المؤسسات الدستورية المحلية بل و التجمعات الاقليمية ايضا كالبرلمان الاوروبي وهنا يجب علينا ان نعدد الحجج التي بني عليها هؤلاء طرحهم الشاذ والذي لاياتي من فراغ
اولا : وكما هو معروف ان مجتمعات العالم الجديد كامريكا او استراليا اكثر تسامحا مع الاخر المختلف لانهم استقبلوا دوما مهاجرين وبكثافة ومن كل الاطياف علي عكس اوروبا التي كانت مصدرة للمهاجرين بسبب الحربين العالميتين ولم تعرف التعايش المشترك مع الاعراق والالوان والديانات الاخري الا قريبا وبالتحديد في الثلاثة عقود الاخيرة ومن هذا المنطلق وصل الحد ببعضهم ان يرددوا ومن خلال بعض دعايتهم اننا اصحاب الارض الاصليين لانريد ان نصبح الهنود الحمر الجدد الذين سيبيدهم المهاجرون الغزاة كما حدث في امريكا
ثانيا : التشدق بالخصوصية الوطنية حيث ان اي شعب اوروبي يشترك في اللون والخلفية الدينية ولهم تاريخ ضارب في القدم وبالتالي هوية وصبغة وطنية مميزة بسببها دارت بينهم حروب دامية حتي وقت قريب وبالتالي لاتقبل الاخر بسهولة حتي الاوروبي نفسه. وبدؤا حملة التمييز بين المواطن الاصيل والمواطن الدخيل مهما طال به الزمن او وصلت درجة اندماجه
ثالثا : وحيث ان العالم اليوم ليس هوعالم ماقبل 11 سبتمبر ومن تبعاته ان المهاجر المختلف والقادم من العالم الاسلامي وبهذه الكثافة الملحوظة يثير الريبة والقلق خصوصا في ظل تدني النمو السكاني الاوروبي بشكل عام ليصل للصفر او ادني منه
رابعا :ان الازمات الاقتصادية العالمية المتلاحقة والتي الحقت ضررا بالغا بهذة المجتمعات مما دعي هؤلاء للبحث عن حلول سريعة اسهلها وبكل سطحية اثارة النعرة الوطنية وبفتح ملف المهاجرين . ذلك جزء من الخلفية التي بني عليها المتطرفون طرحهم وخلصوا الي انه لاحل لهذه المعضلات سوي بوقف تدفق المهاجرين والتضييق علي المقيمين والطرد السريع للمخالفين
ويوما بعد يوم استطاعوا كسب ارضيه في الشارع وظهر ذلك جليا من خلال صناديق الاقتراع لان الغرب في النهاية مجتمع انساني كالمجتمعات الاخري يعاني ايضا من النفاق والاعوجاج السياسي وليس هو المجتمع المثالي كما قد يعتقد البعض وان كان ومازال المجتمع الافضل نسبيا . كذلك يجب علي ان اؤكد علي ان الفئات التي تؤيد هذا الطرح العنصري الفج مازالت ضئيلة التاثير وماتمخض عن هذا التنامي المطرد سوي بعض القوانين الهامشية كقوانين النقاب والماذن!! ومازالت الاحزاب الديموقراطية المسيحية واحزاب اليسار الكلاسيكية تمثل الهوية السياسية للغالبية العظمي
وكذلك من المهم بمكان ان نؤكد علي ان الجالية الاسلامية يقع علي عاتقها الكثير في تحسين صورتها بنبذ التعصب والعصبية ومن خلال الاندماج الايجابي دون انصهار وبالانتماء للوطن الجديد دون انخلاع من الجذور وبالمحافظةعلي مد الجسور مع الوطن الام ومشاركته وبفاعلية في تحقيق النهضة والديموقراطية الغائبتين هناك
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف