ان يخرج رجل من تحت عباءة النظام وبهذا القدر وينقلب عليه تلك ظاهرة جديدة علي حياتنا السياسية تحتاج منا بعض التحليل فالرجل عاد الينا كاي مواطن وطني والقي بحجر كبير فحرك الماء الراكد ووضع بين ايدينا خطة عمل لتغيير الوضع السياسي تلخصت في سبع مطالب لاغني عنها لاحداث تغيير ديموقراطي حقيقي بشرط ان نشارك جميعا فيها..ونخطأ لو حملنا الرجل اكثر من هذا ولا مانع ان نحلم معه او نشاركه الضغط علي النظام و لذلك وجب علينا اولا الترحيب بدعوته ودعوة اي مصري يعطينا حلولا عملية لمعضلاتنا او اي افكار في هذا الشأن
ومن الخطأ الجسيم ان نخون اونهاجم اونتهكم او نسخر من احد دون ان نحرك ساكنا او نطرح البديل العملي .. فمشكلتنا في تقصيير وتخاذل النخب التي ترفض كل جديد وتهاجمه
وكالعادة لم يتحمس العامة للرجل .. وهربت الي الخلف اغلب القوي المؤيدة له واضاعت الفرصة بعمل فعل مشترك جاد ولو مرة .. بل وانسلت واحدة تلو الاخري وقررت المشاركة في تجميل صورة النظام فيما يسمي بالانتخابات البرلمانية ونصب اعينهم جميعا مصالحهم الحزبية فقط وكانت صدمتي الاكبر في الاخوان بعد قرارهم بالمشاركة حيث كان عليهم ان يكونوا اول المقاطعين - بعد تجاربهم الهزيلة السابقة واخرها دورة ال88 مقعد دون انجازات واضحة - فهم ليسوا بحاجة لشعبية اواثبات وجود كما ان النظام لن يعترف بهم يوما ما..فالمقاطعة كانت هي الاختيار الامثل لانه بالمشاركة لن يستفيد احدا شيئا سوي النظام الذي سيحفظ ماء وجهه امام المجتمع الدولي ولنتخيل اثر صيغة هذا الخبر الذي كان ستتناقله كل وكالات الانباء بعد الانتخابات ؛(اجريت اليوم الانتخابات البرلمانية المصرية وقد قاطعتها كل قوي المعارضة وعزف المواطنين عنها حيث كانت نسبة الاقبال علي صناديق الاقتراع شبه منعدمة ولم ينافس فيها الحزب الوطني الحاكم الا نفسه)؛
ومع ذلك تظل هناك مشكلة ما في طرح البرادعي وهي غياب الملامح الواضحة للخطة "ب" ..او بمعني اخر وماذا بعد التوقبعات ولو كانت بالملايين؟! وماذا لو لم يستجب النظام للمطالب السبعة او ينسحب بعد الضغوط الداخلية والخارجية عليه وبعد ان تم التشكيك في شرعيته؟!.. اذكر في رد البرادعي علي هذا المشكل انه اكد علي اننا سنضطر للنزول للشارع وبقوة للمرة الاولي والاخيرة من اجل تحقيق مطالبنا وسنستمر حتي لو وصلنا الي العصيان المدني
وفي راي ليس ذلك بالامر الهين في مجتمع كمجتمعنا يفتقد لاليات ووسائل وثقافة الحشد والتظاهر وعليه فسوف يصطدم بصعوبة تغيير قناعات الناس الراسخة بعدم جدوي اي تحرك اعتراضي !! فيبدو ان مصر حالة خاصة -كما كانت دوما- وكما ادعي البعض ان الشعب المصري لم يختار حكامه ابدا ولو مرة واحدة طوال تاريخه من اول الفراعنة الالهة مرورا بالحكام الاجانب ونهاية بالعسكريين المصريين
ولكني لا اعتقد ان ذلك مرض مزمن نتوارثه عبر الاجيال بل قد حان وقت تحقيق الامال وقد يكون صعبا ان نسلك الطريق المنطقي لتحقيق الديموقراطية والنهضة والذي يبدا بالاصلاح السياسي من اعلي ثم ياتي بعده وبناء عليه الاصلاح الاقتصادي فالاجتماعي ولكن علينا في مرحلتنا الحالية والتي نحتاج فيها لنشر ثقافة التظاهر والاعتراض وكسب مزيد من ثقة الناس في الامل بالمستقبل وحتمية التغيير
وهذا لن يتاتي الا بالنزول بسقف مطالبنا والتخلي مرحليا عن فكرة التغيير السياسي السريع بل علينا البدء بوضع حزمة من المطالب تمس قضايا ومشكلات يومية حياتية ونحس بها علي جلدتنا وتهم بالدرجة الاولي الطبقة الوسطي والتي تنشد التغيير وتعي اهميته ولكن ينقصها الحافز والقدوة وبذلك ينكسر حاجز الخوف و نتدرج ونتدرب معا علي النزول للشارع من اجل اشياء يفهمها الناس العاديين ويشعرون باهميتها لهم ويمكنهم التضحية من اجلها وانهم من اليوم لن يستسلموا للقرارات الظالمة لهم ولمستقبل اولادهم .. وتدريجيا ومع ازدياد الاعداد نرفع سقف مطالبنا حتي نصل لليوم الذي نتظاهر فيه وبالملايين لسحب الثقة من الحكومة..اعلم ان ذلك يحتاج وقتا اطول .. ولكن ان يصل ذلك اليوم متاخرا افضل من الا يصل مطلقا
ربما أختلف معك فى تفاصيل بعض النقاط و لكن ذلك سببه أن كل منا له توجه فكرى مختلف عن الآخر .. المهم أننى فى المجمل أتفق مع ما أشرت إليه كما أتفق و هذا الأهم مع ما خلصت إليه من ضرورة أن يعيد غالبية الناشطين سياسيا فى مصر النظر فى قائمة المطالب التى يصرون على حشد الناس حولها رغم أنه ثبت بوضوح إستحالة ذلك فى المدى المنظور.
ردحذفقيادة الجماهير لا تتأتى بأن نملى عليها ما نعتقد أنهم لابد و أن يريدونه .. قيادة الجماهير تستلزم أن نبدأ مما يريده الناس حقا و الدور الذى ينبغى أن يلعبه الناشط ذو الوعى السياسى هنا هو الحشد و التنسيق و مساعدة الناس على التعبير عن مطالبهم فى صورة حراك يصل بهم إلى إنتزاع هذه المطالب .
فقط عندما يتم التلاحم بين النشطاء و جمهور الناس و فقط عندما يثمر هذا الإلتحام نصرا يشعر به الناس .. سيكون بالإمكان تطوير حراك شعبى حقيقى يمكن أن يصل إلى تغيير الواقع السياسى و الإقتصادى والإجتماعى أيضا..
بغض النظر عما قيل ويقال عن البرادعى , فليس لعاقل أن يعلق آمالاً عظاماً على رجل فى بدايات
ردحذفشيخوخته الكبرى لينقذ مصر مما هى فيه. ِإن مصر لن يجدى فيها تغيير ديموقراطى بالمفهوم الغربى
للديمقراطية. فالحالة التى وصلت إليها مصر تتطلب معياراً من الرجال لا يجود بهم التاريخ إلا لمماً.
فإن أراد الله بمصر خيراً فسوف يأتى إلينا ولن نذهب لاستقباله فى مطارات العالم.
لقد قرأت تعليقاً لأحد المعلقين يقول فيه إن الثورة الفرنسية قامت لأسباب أقل من التى نراها الآن فى
مصر. ولا أدرى إن كان ذلك دقيقاً ولكن ما أعلمه علم اليقين هو أنه ستكون هناك ثورة حتماً.