نهوض مصر..

المرء ليس محاسبا على ما يقول فقط ، بل هو محاسب على ما لم يقله إذا كان لابد من أن يقوله !







9.4.10

فلسفة التظاهر بين النجاح الافتراضي والسقوط في الشارع

لنتحدث بصراحة لقد اثبتت تجربتنا في مصر من عام2004 وحتي الان ان كل تحركاتنا من تظاهر او اضراب او اعتصام من اجل التغيير والديموقراطية قد باءت جميعا بالنجاح النسبي ولا اقول الفشل لانه لم ينزل للشارع الاالمنظمون ومعهم عشرات معدودة من الشجعان حصدهم الامن وسحلهم او حاصرهم سريعا واختطفهم واهانهم انسانيا

وفي راي ان المظاهرات لن تجدي نفعا ان لم تكن ضخمة ولا اقول مليونية وفي اكثر من مدينة وفي يوم عطلة رسمية وياحبذا لو كانت بعد صلاة الجمعة مثلا ليسهل الحشد والجمع. ولكن للاسف ان غالبيتنا يظل يتفرج فمنا من ينتظر ان يقوموا له بالتغيير مجانا ومنا من لايعلم عن الحدث شيئا ولايريد ان يعلم شيئا لانه اصيب بالسكتة الدماغية ومنا من يهاجم الجميع ولايطرح لنا بديلا ولو تافها ومنا من يقبع خلف حاسوبه واكتفي به ولسان حاله يقول اذهبوا انتم وربكم فقاتلوا انا هنا من المنتظرين !!!

فالاضرابات ان لم تسبب شللا مؤثرا وان لم تعطل الحياة العامة والاقتصادىة وبشرط ان يكون لها سقف زمني محدد لتنفيذ المطالب وبلغة تهديدية في الاستمرار سيصبح من الصعب جني اي ثمار...والسؤال الان لماذا يحجم العامة عن المشاركة والنزول للشارع ؟ ولماذا دائما ما كانت النتائج اقل من المتوقع بل مخيبة للامال رغم قناعة الجميع بسمو الهدف وحتمية التغيير

اذن المشكلة تكمن في الية التنظيم ونجاعة وسائل الحشد مما يستدعي البحث عن حلول مبتكرة تثير اهتمام العامة وتحفزهم واعتقادي انها يجب ان تكون وسيلة تليفزيونية لما تمثله القنوات الفضائية فى مجتمعاتنا من تاثير جبار ..و لنكن واقعيين للاسف مصر بوضعها الحالي لن يكفي لتغيرها مظاهرة كبري او اضراب مؤثر فقط وان كنت اؤكد علي اننا لانملك حاليا اي بديل اخر ولابد من الاستمرار وبهذه النتائج المتواضعة فربما يرحمنا الرحمن

الي ان نصل لليوم الذى نري فيه عصيان مدني شامل ولعدة ايام يشارك فيه الجميع عامه ونخبة سواء يساريين اويمينين اوليبرالين تحت راية واحدة وهي الحصول علي الديموقراطية اولا وبعدها سيصبح اختلافنا الايدولوجي ذو معني داخل هذة الديموقراطية وليحافظ كل منا علي نقاء نوعه وصحيح فكره.. فتيار واحد منفردا لن يحقق اي تغير يذكر..وخلاصة القول بدون هذه الوحدة النخبوية وبمشاركة ملايين الناس والنزول للشارع وبكثافة ودون عنف او اتلاف للممتلكات العامة او الخاصة لن نحقق الهدف .. فلاحرية كبري بلا تضحيات كبري.. وكفانا خداعا لانفسنا وللاخرين ...

3.4.10

ازمة اليسار الايطالي

حقىقة بدا اليسار يفقد الكثير من مصداقيته وبالتالي ارضيته وكثير من مناطق نفوذه مما افسح المجال لتنامي نفوذ اليميين وباطيافه هذا هو السبب الرئيسي للازمة وان كان الامر بحاجة للتفصييل فاليسار فقد مصداقيته امام الناس لانه فشل في تقديم وجوه جديدة منافسه وتم تلطيخ كثيرمن وجوهه بالفساد والفضائح مثل التي قضت علي حاكم مقاطعة لاتسو"ماراتسو" وخسرها اليسار مؤخرا.كما فشل اليسار في تقديم حلول جديدة مبتكرة. فالناس تريد حلولا اقتصادىة لازماتها الحالية الصعبة وليس ايدولوجيات فقط

فالزمن قد تغيير وبالتالي وجب تغيير الادوات وتبني قيم اليسارالانسانية الجميلة وطرحها بشكل جديد..والادهي ان اليساريين الجدد لم يفقدوا بريقهم فقط بل تفتتوا لاحزاب صغيرة متناحرة لاتتفق وان اتفقوا فانهم يشكلون حكومات هشة عمرها قصير تسقط عند اول اقتراع بالثقة كما حدث مرات كثيرة مؤخرا

هذا التشرذم نتج عنه عدة انواع من اليسار منه من لايختلف عن اليميين في شئ ومنه متكبر متفلسف ومتقوقع ومنه من تطرف و شكل حركات تشبه "الالوىة الحمراء" التي حملت السلاح يوما ما..فنحن امام يسار لم يتفتت فقط لاحزاب عدة بل لحركات ايضا مثل "لا للعولمة" و "خمس نجوم"..الخ لايمكن لاي منهم ان يحكم وحده

ولنا هنا ان نذكر ان "برليسكوني" ماكان له ان يحكم ولو مرة واحدة لو ان حزب "اعادة التاسيس الشيوعي" الصغير بقيادة الحبر اليساري الاعظم "بيرتينوتي" الذي قرر ان يخوض الانتخابات منفردا وعدم المشاركة في ائتلاف اليسار لانه يزعم ان لهم ايدولوجيتهم النقية المختلفة عن كل اليسار..وىالفعل يكاد يكون الان حزب في غرفة الانعاش ..فاليسار الذي كان يعتمد علي طبقة العمال ونقاباتهم التي كانت قوية يوما ما و كذلك الطلاب والمثقفيين وهي فئات كفر كثير منهم باليسار والكنيسة معا !! وتخلي غالبيتهم عن المشاركة السياسية والتصويت و هو ماظهر جليا في الانتخابات الاخيرة

اما اليمين فقد استفاد من هذا التهاوي لليسار وخاطب اصحاب المشروعات ووعدهم بالجنة ومميزاتها الضريبية وتركهم يفترسون العمال بحجة الازمة الاقتصادية وخاطب الفقراء ووعدهم بالاعانات الوهمية التي تضخمها ماكيناتهم الاعلامية واخافوا الجميع من الاجانب والارهاب واقنعوهم بجدوي التدخلات العسكرية في مناطق النزاعات لبيع السلاح وحماية مصادر الطاقة..وقد نجحوا وما زالوا
واكبر دليل هي نتائج الانتخابات المحلية الاخيرة في 27 و28 مارس الماضي والتي اكتسحوافيها اليسار وانتزعوا منه حكم المحليات. ولكني مازلت مصمم علي التصويت للخاسر