نهوض مصر..

المرء ليس محاسبا على ما يقول فقط ، بل هو محاسب على ما لم يقله إذا كان لابد من أن يقوله !







20.6.10

!! ما لا نعرفه .. الاسلام ومبادئ الثورة الفرنسية

الاسلام الانساني هو منهاج يمكن ان يمنحنا رؤية حضارية متجددة للحياة,تعطيها الايمان ولاتسلبها العقل او العلم,,تعطيها الاخرة ولا تحرم عليها الدنيا او الجمال,,تصنع حضارة تتصل فيها الارض بالسماء

وفقهاء الاصول قد حددوا مقاصد الشريعة الاسلامية بان تحقيق مصالح الخلق هو المقصد العام ويتمثل في حفظ النفس والنوع والعقل والمال والحرية..ونخطأ لو حصرنا الاسلام فقط في الدين او العقيدة فالاسلام رؤية انسانية وحضارية متكاملة ..وقد ذهب بعض الفقهاء الي تقديم العقل والنفس علي الدين وحجتهم في ذلك انه لامعني للحفاظ علي الدين اذا ما ذهب العقل او قضيت النفس ..والحضارة البشرية الحديثة ترتكز علي القيم التي اقرتها الثورة الفرنسية وهي الحرية والعدل والمساواة واصبحت هي القيم الانسانية المشتركة التي يجتمع عليها الشعوب جميعا الان ..وهي نفسها الاصول التي اقرها الاسلام من قبل 1400 سنة واليكم الادلة

اولا : قيمة الحرية : ستتعجبون من هذه الفتوي الموجودة في صفحة 585 بالمجلد الخامس بالدر المختار لابن عابدين حيث انه اذا تنازع اثنان علي طفل وكان احدهما مسلم والاخر غير مسلم وقال الاول انه عبد له وادعي الثاني انه ابن له فانه يحكم بحريته وبنوته لغير المسلم لانه بذلك ينال حريته حالا اما الاسلام فيمكن ان يناله فيما بعد حين يكبر ويفهم

ثانيا : قيمة العدل : يقول الامام الشعراني انه اذا حل المسلم بديار غير الاسلام فعليه ان يلتزم بقوانينهم لان الله الهمهم بها لترتيب احوالهم وقيام نظام دنياهم برغم ما قد يكون في ذلك من تعارض مع تعاليم الاسلام لانه بغير ذلك تشيع الفوضي ويتهدد استقرار المجتمعات ...ويقول شيخ الاسلام ابن تيميه ان الله يقيم الدولة العادلة وان كانت غير مسلمة ولايقيم الظالمة وان كانت مسلمة وان الدنيا تدوم مع العدل وبغير الاسلام ولاتدوم مع الظلم وباسلام ..فاذا كان علينا ان نختار بين مسلم ظالم وكافر عادل فينبغي ان نقف الي جانب قيمة العدل فالعادل نفعه لنا وكفره يجازي عليه وحده يوم القيامة

ثالثا : قيمة المساواة والمواطنة : انظروا لصحيفة الرسول (ص) بالمدينة في عهد الهجرة وكيف اقرت ان اليهود والنصاري مواطنون مكتملي الحقوق والواجبات كالمسلمين ..فلقد اقر الاسلام ان كرامة الانسان بصرف النظر عن ملته او جنسه هي من حقوق الله واجبة التنفيذ والتقديس وان اختلاف الناس واقع بمشيئة الله لحكمة ارادها"ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة"

ويذكر ان الخليفة المأمون كان يجمع في مجلسةابرز اهل العلم والفن والادب وبغض النظر عن دياناتهم او مذاهبهم ولكن لانهم جميعا مواطنين بالدرجة الاولي وكان يدعوهم الي الحوار والمناظرة وبشرط الا يستشهدوا في حوارتهم بالكتب السماوية تجنبا للحساسيات اوالجدل العقيم ورغبة في حوارات عقلية وعلمية بحتة.. وانتشرت تلك الحلقات حتي قال خلف بن المثني : شهدنا عشرة في البصرة يجتمعون في مجلس لايعرف مثلهم في الدنيا علما ونباهة وهم :الخليل بن احمد (سني) وصالح بن عبدالقدوس (زنديق) والحميري الشاعر(شيعي) وسفيان بن مجاشع (من الخوارج) وبشار بن يرد (شعوبي) وحماد عجرد زنديق شعوبي) وابن راس جالوت الشاعر (يهودي) وابن نظير المتكلم (نصراني) وعمر بن المؤيد( مجوسي)وابن سفيان الحراني الشاعر (صائبي ).ويتحاورون في جو من الود لاتكاد تعرف منهم ان بينهم ذلك الاختلاف الشديد في الديانات والمذاهب
ولكنه سلوك حضاري عرفه واقره الاسلام قبل ان تعرفه الثورة الفرنسية بقرون عدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق