نهوض مصر..

المرء ليس محاسبا على ما يقول فقط ، بل هو محاسب على ما لم يقله إذا كان لابد من أن يقوله !







3.4.10

ازمة اليسار الايطالي

حقىقة بدا اليسار يفقد الكثير من مصداقيته وبالتالي ارضيته وكثير من مناطق نفوذه مما افسح المجال لتنامي نفوذ اليميين وباطيافه هذا هو السبب الرئيسي للازمة وان كان الامر بحاجة للتفصييل فاليسار فقد مصداقيته امام الناس لانه فشل في تقديم وجوه جديدة منافسه وتم تلطيخ كثيرمن وجوهه بالفساد والفضائح مثل التي قضت علي حاكم مقاطعة لاتسو"ماراتسو" وخسرها اليسار مؤخرا.كما فشل اليسار في تقديم حلول جديدة مبتكرة. فالناس تريد حلولا اقتصادىة لازماتها الحالية الصعبة وليس ايدولوجيات فقط

فالزمن قد تغيير وبالتالي وجب تغيير الادوات وتبني قيم اليسارالانسانية الجميلة وطرحها بشكل جديد..والادهي ان اليساريين الجدد لم يفقدوا بريقهم فقط بل تفتتوا لاحزاب صغيرة متناحرة لاتتفق وان اتفقوا فانهم يشكلون حكومات هشة عمرها قصير تسقط عند اول اقتراع بالثقة كما حدث مرات كثيرة مؤخرا

هذا التشرذم نتج عنه عدة انواع من اليسار منه من لايختلف عن اليميين في شئ ومنه متكبر متفلسف ومتقوقع ومنه من تطرف و شكل حركات تشبه "الالوىة الحمراء" التي حملت السلاح يوما ما..فنحن امام يسار لم يتفتت فقط لاحزاب عدة بل لحركات ايضا مثل "لا للعولمة" و "خمس نجوم"..الخ لايمكن لاي منهم ان يحكم وحده

ولنا هنا ان نذكر ان "برليسكوني" ماكان له ان يحكم ولو مرة واحدة لو ان حزب "اعادة التاسيس الشيوعي" الصغير بقيادة الحبر اليساري الاعظم "بيرتينوتي" الذي قرر ان يخوض الانتخابات منفردا وعدم المشاركة في ائتلاف اليسار لانه يزعم ان لهم ايدولوجيتهم النقية المختلفة عن كل اليسار..وىالفعل يكاد يكون الان حزب في غرفة الانعاش ..فاليسار الذي كان يعتمد علي طبقة العمال ونقاباتهم التي كانت قوية يوما ما و كذلك الطلاب والمثقفيين وهي فئات كفر كثير منهم باليسار والكنيسة معا !! وتخلي غالبيتهم عن المشاركة السياسية والتصويت و هو ماظهر جليا في الانتخابات الاخيرة

اما اليمين فقد استفاد من هذا التهاوي لليسار وخاطب اصحاب المشروعات ووعدهم بالجنة ومميزاتها الضريبية وتركهم يفترسون العمال بحجة الازمة الاقتصادية وخاطب الفقراء ووعدهم بالاعانات الوهمية التي تضخمها ماكيناتهم الاعلامية واخافوا الجميع من الاجانب والارهاب واقنعوهم بجدوي التدخلات العسكرية في مناطق النزاعات لبيع السلاح وحماية مصادر الطاقة..وقد نجحوا وما زالوا
واكبر دليل هي نتائج الانتخابات المحلية الاخيرة في 27 و28 مارس الماضي والتي اكتسحوافيها اليسار وانتزعوا منه حكم المحليات. ولكني مازلت مصمم علي التصويت للخاسر

هناك تعليق واحد:

  1. أزمة اليسار الزائف يا صديقى أنه قد إنكشف زيفه .. و ما أعنيه هو اليسار الحزبى بكل أطيافه الذى إرتضى منذ البداية أن يزيف الإشتراكية و يقدم منها نسخة معيبة يمكن أن تتعايش فى واقع رأسمالى .. و هو لذلك ليس يسارا حقيقيا و إنما يسار نسبى بمعنى أنه يسار اليمين أو يسار الوسط أو على اليسار و إنت داخل أو خارج و إيدك اللى بتاكل بيها لو كنت أشول.

    النخبة تأكل بكلتا يديها و هى تحكم بأيهما كان أكثر ملاءمة للوضع السائد .. ضياع الفوارق القديمة بين ما يسمى باليسار و اليمين هو نتيجة وضع أصبحت الأيديولوجية السائدة فيه واحدة و لم يعد ثمة مساحة واسعة لإختلاف الرأى عند النخبة ..

    الرأسمالية تتمثل أيديولوجيتها فى علم إقتصادها و هى يمينية كلاسيكية حسب مدرسة آدم سميث و مالثوس أو نيو كلاسيك حسب مدرسة فيينا ولودفيج فون ميس و أتباعه ثم هى نيوليبرالية على طريقة مدرسة شيكاغو و ميلتون فريدمان ..
    و يمكن لها أن تكون يسارية قليلا حسب نسخة كينيز الأب الروحى لدولة الرفاه الإجتماعى .. فهذه الدولة ليست بأى حال إشتراكية و لو بالروح و التوجهات و كذلك الأحزاب المسماة بالإشتراكية الديموقراطية و الفابية البريطانية لا علاقة لها بالإشتراكية إلا بإنتحال الإسم..

    لقد إنتفت الحاجة إلى دولة الرفاه الإجتماعى و تحررت النخبة من ضرورة إيجاد نقطة تلاقى مع الطبقة العاملة لأسباب كثيرة .. منها إنهيار النموذج الإشتراكى الزائف فى الإتحاد السوفيتى و أوروبا الشرقية و تميعه فى الصين و فيتنام و غدا كوبا و قريبا كوريا الشمالية كذلك .. و منها العولمة و إنفتاح أسواق العمالة الرخيصة فى أنحاء العالم و تحول إقتصاديات دول المركز الرأسمالية إلى التخصص فى قطاعات التمويل و البورصة فيما إنتقلت الصناعة إلى أوروبا الشرقية و دول العالم الثالث و الصين..

    الطابقة العاملة فى دول المركز تهمش و تنتقص حقوقها التى حصلت عليها سابقا لأن وزنها النسبى تضاءل و لأنه لم يعد يخشى منها .. أو على الأقل هكذا تظن النخبة و إن كنت أتمنى ألا يكون موت الطبقة العاملة فى هذه الدول إلا وهما فى خيال نخبتها و هو ما أوضحته الأحداث فى اليونان ثم فرنسا و غدا فى بريطانيا و أسبانيا و ربما فى أمريكا بعد النصر الكبير للجمهوريين و إجراءات التقشف الحتمية قريبا هناك..

    ردحذف