نهوض مصر..

المرء ليس محاسبا على ما يقول فقط ، بل هو محاسب على ما لم يقله إذا كان لابد من أن يقوله !







28.9.11

الثلث المُعطل - حزب الراسمالين المستقلين

و اخيرا صدر الفرمان العسكري فجاة ومنذ يومين ودون علم احد والذي ينظم الانتخابات القادمة علي اساس ثلثي المقاعد يتم اختيارهم بنظام القوائم النسبية والثلث الاخر بالنظام الفردي وستُقبل الترشيحات ابتداءا من 12 اكتوبر
وبدا الجميع في عمل الحسابات وقد نتفق جميعا انه لن يكون بهذا المجلس اغلبية كاملة لاي حزب وقد يكون اقصي طموح اي طرف هو الفوز ب 30% من المقاعد وستقول علي الفور انه سيكون حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي للاخوان واقول لك ان هذا اصبح غير مضمون في ظل المعادلة الجديدة و لكن الشئ المؤكد فيها هو فوز المستقلين ب33% من المقاعد اي الثلث لانهم ان لم يزيدوا عن الاخوان فلن يقلوا عنهم - واعتقد ان المجلس العسكري درس جيدا القوي علي الارض وكان يريد لاخر لحظه عمل نظام الانتخابات بالقائمة والفردي مناصفة لولا رفض كل القوي السياسية وذلك لانه نظام سيعود بالفلول للمجلس القادم وفي النهاية وبعد جذب وشد تنازل المجلس بالشكل الذي لايخل بالمعادلة التي ارادها واصدر خلسة بيان باخر كلام وهو الثلث للفردي بدلا من النصف والذي اسميه هنا (الثلث المُعطل ) فلو نظرنا للدوائر الانتخابية بشكلها الحالي لوجدناها كبيرة و شاسعة جدا وبالتالي لايستطيع شاب او عامل او فلاح ان يتكفل بمصاريف الدعاية للحملة الانتخابية بالشكل اللائق الذي قد يُمكنه من الفوز وبالتالي لابد ان يكون راسماليا كبيرا اي رجل اعمال ممن كانت تربطهم علاقات مصالح بالنظام القديم او مازالت تربطه مصالحه ببعض رموز النظام القديم والتالي سيكون من مصلحتة والتي يدركها جيدا ان يُعطل او يُعوق اي انقلاب ثوري داخل المجلس علي سياسات و قواعد النظام السابق والتي كانت في صالحة دوما و كان ولاؤه و مازال للنظام السابق و كذلك للمؤسسة العسكرية والتي تدير حوالي 40% من النشاط الاقتصادي بالبلاد و بالتالي سيكون هذا الحزب الجديد - مجازا - والذي سيتشكل تحت القبة ليُكون ما يسمي الثلث المُعطل لكل ما يتعارض مع مصالحه ومصالح اعوانه فمثلا سيتصدي لمشروعات الاسلاميين لاي انقلاب محتمل علي الدولة المدنية او سيعطل مشروعات اليساريين والتي ستسعي لانتزاع حقوق للبسطاء من رجال الاعمال وهكذا
فهؤلاء الراسماليون المستقلون يمكنهم وبسهولة ان ينسقوا فيما بينهم لانهم شريحة تاتي من طبقة اجتماعية متماثلة ولها مصالح متقاربة وستدافع وباستماته عنها وعن سياسات النظام القديم داخل المجلس ومن خلال قوانينه وسيكون ولاؤهم الحالي للمجلس العسكري والذي منحهم هذه الفرصة التاريخية
لذلك ولاسباب اخري اجزم بان البرلمان القادم والحكومة القادمة لن يمثلا الثورة ولكن ابشروابالدورة التي تليها .. نعم المشوار طويل ويستحق .. لان النتيجة مضمونه