الاسلام الانساني هو منهاج يمكن ان يمنحنا رؤية حضارية متجددة للحياة,تعطيها الايمان ولاتسلبها العقل او العلم,,تعطيها الاخرة ولا تحرم عليها الدنيا او الجمال,,تصنع حضارة تتصل فيها الارض بالسماء
وفقهاء الاصول قد حددوا مقاصد الشريعة الاسلامية بان تحقيق مصالح الخلق هو المقصد العام ويتمثل في حفظ النفس والنوع والعقل والمال والحرية..ونخطأ لو حصرنا الاسلام فقط في الدين او العقيدة فالاسلام رؤية انسانية وحضارية متكاملة ..وقد ذهب بعض الفقهاء الي تقديم العقل والنفس علي الدين وحجتهم في ذلك انه لامعني للحفاظ علي الدين اذا ما ذهب العقل او قضيت النفس ..والحضارة البشرية الحديثة ترتكز علي القيم التي اقرتها الثورة الفرنسية وهي الحرية والعدل والمساواة واصبحت هي القيم الانسانية المشتركة التي يجتمع عليها الشعوب جميعا الان ..وهي نفسها الاصول التي اقرها الاسلام من قبل 1400 سنة واليكم الادلة
اولا : قيمة الحرية : ستتعجبون من هذه الفتوي الموجودة في صفحة 585 بالمجلد الخامس بالدر المختار لابن عابدين حيث انه اذا تنازع اثنان علي طفل وكان احدهما مسلم والاخر غير مسلم وقال الاول انه عبد له وادعي الثاني انه ابن له فانه يحكم بحريته وبنوته لغير المسلم لانه بذلك ينال حريته حالا اما الاسلام فيمكن ان يناله فيما بعد حين يكبر ويفهم
ثانيا : قيمة العدل : يقول الامام الشعراني انه اذا حل المسلم بديار غير الاسلام فعليه ان يلتزم بقوانينهم لان الله الهمهم بها لترتيب احوالهم وقيام نظام دنياهم برغم ما قد يكون في ذلك من تعارض مع تعاليم الاسلام لانه بغير ذلك تشيع الفوضي ويتهدد استقرار المجتمعات ...ويقول شيخ الاسلام ابن تيميه ان الله يقيم الدولة العادلة وان كانت غير مسلمة ولايقيم الظالمة وان كانت مسلمة وان الدنيا تدوم مع العدل وبغير الاسلام ولاتدوم مع الظلم وباسلام ..فاذا كان علينا ان نختار بين مسلم ظالم وكافر عادل فينبغي ان نقف الي جانب قيمة العدل فالعادل نفعه لنا وكفره يجازي عليه وحده يوم القيامة
ثالثا : قيمة المساواة والمواطنة : انظروا لصحيفة الرسول (ص) بالمدينة في عهد الهجرة وكيف اقرت ان اليهود والنصاري مواطنون مكتملي الحقوق والواجبات كالمسلمين ..فلقد اقر الاسلام ان كرامة الانسان بصرف النظر عن ملته او جنسه هي من حقوق الله واجبة التنفيذ والتقديس وان اختلاف الناس واقع بمشيئة الله لحكمة ارادها"ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة"
ويذكر ان الخليفة المأمون كان يجمع في مجلسةابرز اهل العلم والفن والادب وبغض النظر عن دياناتهم او مذاهبهم ولكن لانهم جميعا مواطنين بالدرجة الاولي وكان يدعوهم الي الحوار والمناظرة وبشرط الا يستشهدوا في حوارتهم بالكتب السماوية تجنبا للحساسيات اوالجدل العقيم ورغبة في حوارات عقلية وعلمية بحتة.. وانتشرت تلك الحلقات حتي قال خلف بن المثني : شهدنا عشرة في البصرة يجتمعون في مجلس لايعرف مثلهم في الدنيا علما ونباهة وهم :الخليل بن احمد (سني) وصالح بن عبدالقدوس (زنديق) والحميري الشاعر(شيعي) وسفيان بن مجاشع (من الخوارج) وبشار بن يرد (شعوبي) وحماد عجرد زنديق شعوبي) وابن راس جالوت الشاعر (يهودي) وابن نظير المتكلم (نصراني) وعمر بن المؤيد( مجوسي)وابن سفيان الحراني الشاعر (صائبي ).ويتحاورون في جو من الود لاتكاد تعرف منهم ان بينهم ذلك الاختلاف الشديد في الديانات والمذاهب
ولكنه سلوك حضاري عرفه واقره الاسلام قبل ان تعرفه الثورة الفرنسية بقرون عدة
نهوض مصر..
المرء ليس محاسبا على ما يقول فقط ، بل هو محاسب على ما لم يقله إذا كان لابد من أن يقوله !
20.6.10
13.6.10
سر التناقض بين حقوق الانسان وتنامي العنصرية في الديمقراطية الغربية
الديمقراطية الغربية ليست الكمال بعينه ولكنها مازالت افضل اطروحة مطبقة حاليا بالعالم ولعل ابرز ما يعيبها انه ليس بالضرورة ان يتم اختيار الافضل بل غالبا ما يصل لسدة الحكم الاقل سوءا او الاكثر دعائية وبفارق ضئيل عن الاخرين وبتحالفات قسرية مشوهة لانها ببساطة ديموقراطية تسمح لجميع الاتجاهات بتشكيل احزاب سياسية وتتيح لهم المشاركة وحتي للذين يمكن ان نطلق عليهم متطرفين او عنصريين وهذا ما قد يفسر التساؤل القائل كيف يكون بالغرب كل هؤلاء المتطرفين ولكنهم في الغالب لايتحولون لارهابيين يحملون السلاح علي عكسهم بالمجتمعات الشمولية او الدكتاتورية والتي ليس لهم فيها متنفس او وسيلة لطرح ايدولوجيتهم غير المواجهة والعنف مع المجتمع والنظام علي حد سواء
والتساؤل الاخر كيف يمكن لمجتمع ديموقراطي يتبني القيم الانسانية العليا ولديه القوانين التي تكفل حقوق الانسان للجميع ان يسمح للعنصريين ان يكون لهم هذا الوجود المتنامي مؤخرا وفي كل الغرب بلا استثناء وان يحققوا كل هذه الانتصارات الانتخابية في كل المؤسسات الدستورية المحلية بل و التجمعات الاقليمية ايضا كالبرلمان الاوروبي وهنا يجب علينا ان نعدد الحجج التي بني عليها هؤلاء طرحهم الشاذ والذي لاياتي من فراغ
اولا : وكما هو معروف ان مجتمعات العالم الجديد كامريكا او استراليا اكثر تسامحا مع الاخر المختلف لانهم استقبلوا دوما مهاجرين وبكثافة ومن كل الاطياف علي عكس اوروبا التي كانت مصدرة للمهاجرين بسبب الحربين العالميتين ولم تعرف التعايش المشترك مع الاعراق والالوان والديانات الاخري الا قريبا وبالتحديد في الثلاثة عقود الاخيرة ومن هذا المنطلق وصل الحد ببعضهم ان يرددوا ومن خلال بعض دعايتهم اننا اصحاب الارض الاصليين لانريد ان نصبح الهنود الحمر الجدد الذين سيبيدهم المهاجرون الغزاة كما حدث في امريكا
ثانيا : التشدق بالخصوصية الوطنية حيث ان اي شعب اوروبي يشترك في اللون والخلفية الدينية ولهم تاريخ ضارب في القدم وبالتالي هوية وصبغة وطنية مميزة بسببها دارت بينهم حروب دامية حتي وقت قريب وبالتالي لاتقبل الاخر بسهولة حتي الاوروبي نفسه. وبدؤا حملة التمييز بين المواطن الاصيل والمواطن الدخيل مهما طال به الزمن او وصلت درجة اندماجه
ثالثا : وحيث ان العالم اليوم ليس هوعالم ماقبل 11 سبتمبر ومن تبعاته ان المهاجر المختلف والقادم من العالم الاسلامي وبهذه الكثافة الملحوظة يثير الريبة والقلق خصوصا في ظل تدني النمو السكاني الاوروبي بشكل عام ليصل للصفر او ادني منه
رابعا :ان الازمات الاقتصادية العالمية المتلاحقة والتي الحقت ضررا بالغا بهذة المجتمعات مما دعي هؤلاء للبحث عن حلول سريعة اسهلها وبكل سطحية اثارة النعرة الوطنية وبفتح ملف المهاجرين . ذلك جزء من الخلفية التي بني عليها المتطرفون طرحهم وخلصوا الي انه لاحل لهذه المعضلات سوي بوقف تدفق المهاجرين والتضييق علي المقيمين والطرد السريع للمخالفين
ويوما بعد يوم استطاعوا كسب ارضيه في الشارع وظهر ذلك جليا من خلال صناديق الاقتراع لان الغرب في النهاية مجتمع انساني كالمجتمعات الاخري يعاني ايضا من النفاق والاعوجاج السياسي وليس هو المجتمع المثالي كما قد يعتقد البعض وان كان ومازال المجتمع الافضل نسبيا . كذلك يجب علي ان اؤكد علي ان الفئات التي تؤيد هذا الطرح العنصري الفج مازالت ضئيلة التاثير وماتمخض عن هذا التنامي المطرد سوي بعض القوانين الهامشية كقوانين النقاب والماذن!! ومازالت الاحزاب الديموقراطية المسيحية واحزاب اليسار الكلاسيكية تمثل الهوية السياسية للغالبية العظمي
وكذلك من المهم بمكان ان نؤكد علي ان الجالية الاسلامية يقع علي عاتقها الكثير في تحسين صورتها بنبذ التعصب والعصبية ومن خلال الاندماج الايجابي دون انصهار وبالانتماء للوطن الجديد دون انخلاع من الجذور وبالمحافظةعلي مد الجسور مع الوطن الام ومشاركته وبفاعلية في تحقيق النهضة والديموقراطية الغائبتين هناك
والتساؤل الاخر كيف يمكن لمجتمع ديموقراطي يتبني القيم الانسانية العليا ولديه القوانين التي تكفل حقوق الانسان للجميع ان يسمح للعنصريين ان يكون لهم هذا الوجود المتنامي مؤخرا وفي كل الغرب بلا استثناء وان يحققوا كل هذه الانتصارات الانتخابية في كل المؤسسات الدستورية المحلية بل و التجمعات الاقليمية ايضا كالبرلمان الاوروبي وهنا يجب علينا ان نعدد الحجج التي بني عليها هؤلاء طرحهم الشاذ والذي لاياتي من فراغ
اولا : وكما هو معروف ان مجتمعات العالم الجديد كامريكا او استراليا اكثر تسامحا مع الاخر المختلف لانهم استقبلوا دوما مهاجرين وبكثافة ومن كل الاطياف علي عكس اوروبا التي كانت مصدرة للمهاجرين بسبب الحربين العالميتين ولم تعرف التعايش المشترك مع الاعراق والالوان والديانات الاخري الا قريبا وبالتحديد في الثلاثة عقود الاخيرة ومن هذا المنطلق وصل الحد ببعضهم ان يرددوا ومن خلال بعض دعايتهم اننا اصحاب الارض الاصليين لانريد ان نصبح الهنود الحمر الجدد الذين سيبيدهم المهاجرون الغزاة كما حدث في امريكا
ثانيا : التشدق بالخصوصية الوطنية حيث ان اي شعب اوروبي يشترك في اللون والخلفية الدينية ولهم تاريخ ضارب في القدم وبالتالي هوية وصبغة وطنية مميزة بسببها دارت بينهم حروب دامية حتي وقت قريب وبالتالي لاتقبل الاخر بسهولة حتي الاوروبي نفسه. وبدؤا حملة التمييز بين المواطن الاصيل والمواطن الدخيل مهما طال به الزمن او وصلت درجة اندماجه
ثالثا : وحيث ان العالم اليوم ليس هوعالم ماقبل 11 سبتمبر ومن تبعاته ان المهاجر المختلف والقادم من العالم الاسلامي وبهذه الكثافة الملحوظة يثير الريبة والقلق خصوصا في ظل تدني النمو السكاني الاوروبي بشكل عام ليصل للصفر او ادني منه
رابعا :ان الازمات الاقتصادية العالمية المتلاحقة والتي الحقت ضررا بالغا بهذة المجتمعات مما دعي هؤلاء للبحث عن حلول سريعة اسهلها وبكل سطحية اثارة النعرة الوطنية وبفتح ملف المهاجرين . ذلك جزء من الخلفية التي بني عليها المتطرفون طرحهم وخلصوا الي انه لاحل لهذه المعضلات سوي بوقف تدفق المهاجرين والتضييق علي المقيمين والطرد السريع للمخالفين
ويوما بعد يوم استطاعوا كسب ارضيه في الشارع وظهر ذلك جليا من خلال صناديق الاقتراع لان الغرب في النهاية مجتمع انساني كالمجتمعات الاخري يعاني ايضا من النفاق والاعوجاج السياسي وليس هو المجتمع المثالي كما قد يعتقد البعض وان كان ومازال المجتمع الافضل نسبيا . كذلك يجب علي ان اؤكد علي ان الفئات التي تؤيد هذا الطرح العنصري الفج مازالت ضئيلة التاثير وماتمخض عن هذا التنامي المطرد سوي بعض القوانين الهامشية كقوانين النقاب والماذن!! ومازالت الاحزاب الديموقراطية المسيحية واحزاب اليسار الكلاسيكية تمثل الهوية السياسية للغالبية العظمي
وكذلك من المهم بمكان ان نؤكد علي ان الجالية الاسلامية يقع علي عاتقها الكثير في تحسين صورتها بنبذ التعصب والعصبية ومن خلال الاندماج الايجابي دون انصهار وبالانتماء للوطن الجديد دون انخلاع من الجذور وبالمحافظةعلي مد الجسور مع الوطن الام ومشاركته وبفاعلية في تحقيق النهضة والديموقراطية الغائبتين هناك
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)